وتضخمت تلك المؤسسات حتى انفجرت
في زمن ليس ببعيد كانت الساحات للخيل والخيالة تصول وتجول وتصارع ، أفرغت الساحات فهرمت الخيل ، وجاء دور أحتساب العلف مع كلف المردود
أسوق هذة المقدمة لأقول ، أكثر من خمسون عاما" لم يتجاوز عدد أعضاء الهيئة العامة لنقابة الصحفيين المائة ، وثمة صحف يومية تقارع وتصارع على أمتداد الوطن الكبير ، طبعاتها بالألاف ، والى جانبها شقيقاتها الأسبوعيات والدوريات
مذ بداية النكوص قبل 30 عاما" ، تضاعف أعداد الداخلين لهذة المهنة لأسباب معلومة ، لتغلق ابواب صحف يومية ومثلها الأسبوعية طواعية أو كرها"
كثيرون أعتبروا الحالة واقعية ، مع دخول الفيس وأخواته وبنات جيرانه من وسائط التواصل الأجتماعي ، وبات كل من يحمل خلويا" صحفيا"
واقع الحال يشىء الى أن ما خطط للأعلام الرسمي ليس بعيدا" عن الأبقاء على هذة الكتلة سوى أرقام لتدخل صندوق الأقتراع في نقابة الصحفيين ، بأستثناء حالة فريدة متفردة يذكرها جيل الثمنييات من القرن الفارط
ملىء الفراغ الصحفي بلمواقع الأخبارية تم حشرها في نفق مظلم ، وبات الجميع يعيش في حالات من التشظي وعدم وضوح الرؤيا ، والكل في دوامة ، أختلط الحابل مع النابل ، خاصة مع دخول ما بات يعرف بالأعلاميين الأقرب الى الأعلانيين
الطلب الحكومي أخذ الصحفيين بالجملة ، لم يكن بقصد البيع أو المبادلة ، بل " دلفري " وبلمجان ، أكيد الحق على الطليان ·· ليس صغار الماعز ·· بل البلد التي تعاني من جرثومة العصر ، وفي العمق حالة التشتت بين الوظيفة والمهنة
في الزمان الجميل ، كان مسمى العاملين في وكالة الأنباء الأردنية " صحفيو الوكالة " والان موظفو الوكالة ، الرحمة للكاتب الصحفي خالد محادين الذي هدد يوما" قطع البث عن الصحف اذا لم تلتزم بقواعد المهنة
أستذكر ما قاله طارق عزيز في عمان أبان الهجمة الكونية على العراق " يكفينا صوت الأذاعة الأردنية ، وألتمس توسيع شاشة التلفاز لتتسع لحجم المذيعين والمعلقين "
بقى أن نتسأل ، اليس ما يحدث نتاج جهد منظم بدء بضرب نقابة الصحفيين وتحت الحزام للصحافة والصحفيين الممتهنين ، ليسقط القلم وما يسطرون ، والله من وراء القصد