ماذا يكمن خلف تحالفات اسرائيل!!
2021/03/03
ماذا يكمن خلف تحالفات اسرائيل!!
د. كمال الزغول
حتى نتحدث عن أي تحالف ناشئ من قبل اسرائيل مع دول المنطقة ضد ايران ،يجب دراسة ظروفه السياسية ،وتطورات الوضع على الصعيد الأمني على الأرض، ومصادر قوة اسرائيل وقدرتها على دخول الحرب مع ايران، والظروف الدولية في المنطقة.
اولا ،بالنسبة للظروف السياسية هي ظروف غير مناسبة لاسرائيل لتبني اي عمل عسكري ضد ايران بسبب قدوم ادارة امريكية جديدة ولديها اجندات بعيدة كل البعد عن التصعيد العسكري ،او على الأقل لديها فكرة استعادة الحلفاء قبل استفزاز الاعداء ،وبالتالي هذا سيأخذ وقتا والذي بدوره يعتبر غير مناسب لاسرائيل.
ثانيا، الوضع الأمني في الشرق الاوسط هو مرتبك جدا ،ففي سوريا الوضع غير مستقر وهو امتداد للوضع في العراق ولبنان واليمن،وهذا الوضع لا يمكن التحكم به من خلال الحرب مع ايران والذي يتطلب استعادة جزء من ثقة شعوب تلك المنطقة بأي تحالف قادم.
ثالثا، الظروف الدولية في المنطقة معقدة جدا ،فكل دولة تريد تحقيق مصالحها بدءا بالاتحاد الأوروبي وانتهاء بدول شرق آسيا خاصة فيما يتعلق بالممر التجاري في مضيق هرمز ، ولكي ترضى تلك الدول على أي عمل عسكري ضد ايران يجب أن تضمن مصالحها هناك.
لذلك وبموضوعية ، اسرائيل درست كل هذه الظروف وبدأت بالبحث عن تحالف اقليمي أمني ليشكل ضغط في العلاقات الدولية على المجتمع الدولي لتغيير منحنى التعامل مع ايران،ومما لا شك فيه وقد بدا واضحا عدم قدرة اسرائيل على ردع ايران لوحدها ، لأن الظرف الامريكي في الوقت الحالي خلال جائحة كورونا لا يسمح بدخول حرب شاملة .وعليه، فإن اسرائيل تريد تحقيق عدة أهداف من بينها استخدام الدول في المنطقة كخنادق دفاعية وتأخير مفاوضات السلام حول قيام دولة فلسطينية، مع الضغط على الولايات المتحدة لكبح ايران وذلك بتبني التحالفات وما ينشأ عنها من عواقب استفزازية. ومن هنا ،اذا نشأ أي تحالف اقليمي مع اسرائيل ، يصبح التصعيد اجباريا على ايران وعلى امريكا تحمل تبعاته وهذا ما تريده اسرائيل، اسرائيل تريد الوصول الى خلخلة الشرق الأوسط للظهور بموقف الضحية ،ولتضمن التدخلات الامريكية ضد ايران. فإذا فشلت اسرائيل في تشكيل مسرح ضاغط على ايران ،فإنها على الاقل ستفرض شروط مجتمعة من المنطقة والعالم لتُدرجها في الاتفاق النووي الجديد.
الخلاصة ، بناء اي تحالف اقليمي بعيدا عن الرؤيا الدولية قد يسهم في صعود دول وضمور دول أخرى، لأن النتائج والتبعات غير مضمونة في هذا التحالف كون المنطقة تمر بها معظم طرق التحارة العالمية،ففي حال تدهور الوضع الأمني ستصمد اسرائيل وسينهار الأمن في دول صغيرة لا ناقة لها ولا جمل فيما يدور بين اسرائيل وايران، وفي النهاية لا ينجح تحالف لا يُعرف شرقه من غربه.
الدكتور كمال الزغول
This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.