الى رئيس الوزراء - عبدالحافظ الهروط      

بيننا المتشائم والمتفائل و"المتشائل"، كما تعلم، أيها الرئيس.

هذه حالات المواطن الأردني جراء ما كرسته ورسخته الحكومات، فأي حكومة د. جعفر حسان، منها؟ 

من يتابع خطواتك الميدانية، يقول إنها حماسة المسؤول في بداية توليه المنصب، وقد أقدمت اليها بكل هدوء.

وحتى لا أقول في لغة الرياضة إنها  " حمى البداية" فالميدان له محاذيره، رغم أهميته، ولا غنى عنه، وبخاصة عندما يكون اللقاء مع الشعب، وليس مع الذين يقولون "الشعب متبرطع" ودالتهم أن العوائل ترتاد المطاعم.

الكل يعلم أيها الرئيس، أن معظم هذه العوائل، تتناول الحمص والفول ومشتقاتهما، حتى صارت هذه الوجبة الأسبوعية أو الشهرية، من الكماليات، أو رفاهية المواطن الأردني!! ولكن ..

إن أكثر ما أزعجني، كمواطن، ايها الـرئيس، أن الأردن الحديث المتحدث بلغة العصر في المجال الإعلامي، والمتسلح بأدوات التكنولوجيا العابرة للعالم أجمع، فيه -الأردن- من أصحاب المهنة، وغيرها، من لم يجد في احدى زياراتك، سوى أنك "تدوّن ملاحظاتك بيدك"!، ومنهم من سارع لينشر "الخبر العظيم" بأنك"في لباسك البسيط، قد تفقدت وقمت بمهمتك دون حماية أمنية"، وكأننا في "زمن الرِدة" عن أردنيتنا في عهد أعظم رئيس وزراء، وهو وصفي التل!

مثل هذا الإسفاف الإعلامي، وغيره من المدح أيها الرئيس، لا تلتفت اليه، ذلك أن حالة المدح والردح، ما انقطعت يوماً عن حكومة من الحكومات، وبالتأكيد ستكون عن حكومتك يا رعاك الله. 

ما يهم المواطن الأردني منذ عقود، أيها الرئيس، هو أن يكون ذهابه لأي مطعم شعبي وغير شعبي، أمراً عادياً لا رفاهية، هذا إذا كان هناك (تحديث اقتصادي) فعلاً، لا أسطوانة مشروخة، وأسطوانة غاز"تهت علينا الحكومات بتثبيت سعرها"!.

أما التحديث السياسي والتحديث الإداري، فالحديث عنهما أكثر من الهّم على القلب، فكم حكومة أسرفت الكلام واستهلكت الوقت فيهما، وها هما "شوفة عينك"، وخير دليل، طريقة طرح الثقة بالحكومة وطريقة انتخاب رئيس مجلس النواب، و" تعيينات الحبطرشة"، والقادم أفضل في التعديلات التي ينتظرها الشعب الأردني، على أحر من الجمر.!!!!.. سلام على الأردن.