هذه الرسالة الثالثة التي توّجه من هذا المنبر الحر، ومن كاتب هذه السطور إلى وزير الشباب يزن شديفات.
لا لغاية تقصّد بها، لا سمح الله، ولا لمصلحة ذاتية، ولكن لأن هذه الوزارة تعد من أهم الوزارات الوطنية، وتستحق أن تلقى دعماً حقيقياً، وليس مجرد قراءة ما دعا اليه الأمر الملكي، "وكفى الله المؤمنين القتال".
وإذ يظهر الوزير في مهمات إعلامية متنوعة، وهو مطلوب منه أن يواصل مهمته كلما اقتضت الضرورة ودعت اليه الحاجة، ذلك أن من يزعم أنه "مقلّ بالظهور الإعلامي" فهذا يعني أنه لا يعمل، ومسؤوليته تنحصر بالاستقبال في المكتب، والتقاط الصور،لا الخروج إلى الميدان.
لا نريد أن نشيد، لا بوزير الشباب، ولا بأي مسؤول يؤدي واجبه الوظيفي، ولكن من يعمل لإحداث تغيير ، ويحقق اضافة نوعية، و ينفع الناس، فإن على الإعلام تسليط الضوء على هذا العمل، وذاك، مثلما يقوم الإعلام بتوجيه الانتقاد.
ومن خلال المتابعة للتحركات الإعلامية التي يقوم بها الوزير ، فإننا نرى ونحسب أنه جاء إلى وزارة قد تراجع دورها الوظيفي وفي مسؤوليتها الشبابية، سواء في تنفيذ البرامج على ارض الواقع، حيث لا أثر لها على الرأي العام، أو على صعيد تراجع البنى التحتية في مرافقها الشبابية أو المرافق الرياضية الرئيسية، والتي تناولتها وسائل الإعلام، أخيراً، واطّلع الوزير على بعضها.
مرافق الوزارة، سواء في المدن الشبابية، أو المديريات على اختلاف مسمياتها، في عمان والمحافظات، وكذلك مراكز الشباب والشابات هي التي نرى أن لها اولوية الجولات التفقدية، فهذه اذرع رئيسة في الوزارة التي يمكن للوزير أن يستنتج ما تؤدي به من عمل وما تحتاجه من مستلزمات وكوادر ، لتقدم دورها الوظيفي وتكون جاذبة لأبناء المجتمع.
وخلافاً لما كان يرشح من وزارة الشباب من أخبار شحيحة، قبل مجيء الوزير الحالي، وأن عمل الوزارة "سمن على عسل" فإنه ولوجود وسائل التكنولوجيا الحديثة التي تنقل بالصوت والصورة قد كشفت حقيقة هذا العمل وما أصابه من ترهل ملحوظ، إذ سيجد الوزير شديفات نفسه في جولاته المقبلة لتلك المرافق، بأنه يسير في "حقل الغام"، متمنياً أن اكون أخطأت في هذا التوصيف.