ا الاردنية، كانت بعيدة عن السياقات الزمانية والمكانية وظروفهما وما يتخلل ذلك من أحداث جسام، إلا انها تستطيع ان تستلهم افكارا وحكايا مستجدة بظل جائحة كورونا التي القت بظلالها على مختلف مناحي الحياة لاسيما الاجتماعية والمعيشية منها.
وقال الناقد السينمائي الزميل ناجح حسن، إن الدراما بمختلف اشكالها في الاردن وفي كثير من البلدان العربية لا زالت تفتقد الى معايير اساسية تحكم العمل الابداعي، ومنها عدم وجود مخيلة للكاتب او للمخرج، واذا وجدت هذه المخيلة فانه ينأى بنفسه عن الامساك بمفردات وعناصر العمل الفني وجمالياته وذلك بحكم عين الرقيب تارة، والمجتمع المحافظ تارة اخرى. واستدرك حسن "إلا ان ثمة مجموعة من الاعمال العربية حاولت ان تفلت من هذا الاطار وقدمت تحليلا فطنا لظروف واحوال ولمراحل صعود وهبوط شرائح اجتماعية وذلك من خلال اعمال تفيض بالحيوية والصدق والمشاعر،إلا أن هذه الاعمال على ندرتها لفظها الجمهور او ابتعد عنها وظلت حبيسة عروض المهرجانات".
ولفت الى ان الاعمال الدرامية الاردنية تنقل قصصا وحكايات متداولة بمعزل تام عن واقعها السياسي والاجتماعي، مبينا أن الدراما الحقيقية الجادة يجب ان تركز على الشخصيات الثانوية التي قد تكون عاملا مؤثرا ومحركة للاحداث في سيرورة العمل لاحقا.
ومهمة الكاتب والمخرج بحسب حسن، ان يعمل على رسم شخصيات تكون امينة لواقعها ولكن مطعمة بمخيلة المبدع وتناقش قضايا مهمة في المجتمعات العربية على خلفية من الاحداث والقضايا الجسام والمصيرية في موازاة مع اماطة اللثام والكشف عن تعقيدات العلاقات بين الشخصيات، موضحا ان هذا لا يمنع المبدع من حين لاخر ان يترك لذائقة المتلقي بعض الاحالات والدلالات في مواضع من احداث العمل وشخصياته لتشرح للمتلقي تاريخ وبيئة وتحولات المرحلة او السياق التاريخي للحكاية، وهو ما يسهم بمنح العمل الدرامي ومضات من السحر والالق والجمال.
وحول دور الفنون الدرامية في ظل جائحة كورونا وتأثير تداعياتها على صناعة العمل الدرامي ومخيلة المشتغلين فيه ورصدهم لتلك التداعيات، أشار الكاتب والسيناريست الزميل مصطفى صالح، إلى ان ثمة إرهاصات لذلك في السينما العالمية حول هذه الموضوعات.
ورأى صالح، انه رغم اننا في الاردن كنا سباقين في الانتاج الدرامي التلفزيوني عربيا وخصوصا بتوفر الكاتب والممثل والرؤية، إلا ان إنتاج عمل درامي يقدم حكاية بحبكة درامية متقنة وبقالب فني مقنع بظل رصد ومعاينة تداعيات سياقات حدث كبير غير ممكنة، وذلك لغياب العنصر الاساس وهو الانتاج، لافتا الى أن الاردن يمتلك محطة تلفزيون واحدة تقدم الدراما وتنتجها الا انها تعاني من شح الإمكانيات، فيما المحطات العديدة الاخرى الموجودة ليست اكثر من مشروعات صغيرة لا تقدم شيئا اكثر من برامج صغيرة بكلفة مالية ضئيلة.
بدورها، رأت الكاتبة والسيناريست وفاء بكر أن العالم سيتغير في مرحلة ما بعد "كورونا" والتجربة التي عاشتها البشرية ستوجه الأفكار إلى منحنى جديد، لا سيما وأن كتابة النص الدرامي مبنية على الفكرة، مؤكدة أن الكثير من القصص والحكايات التي حدثت ومرت خلال هذا المنعطف الخطير والجديد على الأجيال ستوفر مادة جديدة لاي عمل درامي.
وقالت "نحن ككتاب دراما يجب أن نكون حاضرين في تأريخ هذا الحدث، فالدارما هي مؤرخ فعال في توثيق الأحداث التي وجدت في زمن واحد مع النص أو قريب منها"، معربة عن أملها بأن تحمل الدراما الاردنية في قادم الايام انفراجات وتوجها جديدا يرصد ويعاين في حكايته وحبكته الدرامية سياقات احداث زمنية ومكانية.
من جهته، لفت المنتج عصام حجاوي إلى أن تداعيات جائحة فيروس كورونا تركت أثرا بالغا على حركة الانتاج الدرامي وكانت السبب وراء توقف تسويق مسلسل مؤسسته الأخير "جلمود الصحارى"، كما اثرت الكورونا على قنوات التلفزة العربية مما ادى الى عدم الإقبال على شراء الاعمال التلفزيونية في شهر رمضان، وان وجد إقبال يكون السعر متدنيا، وهو ما انعكس سلبا على المنتج.
وبين أن ازمة كورونا التي نعيش تداعياتها ستكون ضمن أولوياتنا في مسلسلاتنا القادمة، وقد بدانا بكتابة حلقات تتناول هذا الموضوع.
من جانبه، رأى الكاتب والمخرج عبداللطيف شما أن الدراما التلفزيونية الاردنية تشهد ترديا لا يخفى على ذي بصيرة، فلَمْ تعد تؤشّر على حياتنا ولا تؤصّلُ لتاريخ وهوية ولا تسبر اغوار مستقبل