طباعة هذه الصفحة
الأربعاء, 10 أيار 2023 09:07

انتقلت الى رحمة الله كلمة ( عيب ) ?

العقبة اليوم

انتقلت الى رحمة الله كلمة ( عيب ) 
المرحومة "عيب" كانت قائدة ورائدة في زمن الآباء والأجداد .
حكمت العلاقات بالذوق ووضعت حجر الأساس لأصول التربية السليمة تحياتي لتلك الكلمة التي عرفناها من أفواه الأمهات والآباء ."عيب"التي خرّجت زوجات صابرات ، صنعن مجتمعات الذوق والاحترام وتخرج منها رجال بمعنى الكلمة كانوا قادة في الشهامة والرجولة !!!
أبجديات "عيب" جامعة كلمة عيب : قدَّر الصغير الكبير ، واحترم الجار جاره ، وتداولنا صلة الأرحام بمحبة
كان الأب يقف ويقول عيب : عمك ، خالك ، جارك ، سَلِّم ، سامح
كان يقال للبنت : "عيب" لا ترفعي صوتك ، عيب لا تلبسي كذا ، فتربت البنات على الحشمة والستر والأدب .
وتربى الشباب على غض البصر ، عيب لا تنظر للنساء . لاترفع صوتك بوجه أستاذك . لاتهزأ من المسن .وتربى الصغار على عيب لا تنقلوا سر الجار والدار .لاتسأل صديقك ما دينك .ماطائفتك .
"عيب"كانت منبراً وخطبةً يرددها الأهالي بثقافتهم البسيطة ، لم يكونوا خطباء ولا دعاة أو مُفتين ، وإنما هي كلمتهم لإحياء فضيلة وذم رذيلة ...
كلمة "عيب" ثُرنا عليها ذات يوم عندما قلنا عَلَّمُونا العيب قبل (الحرام) وتمردنا عليها ظناً منا أننا سنعلم الجيل بطريقة أفضل . فأخذنا الحرام سيفا بدون عيب .
فنشأ جيل جديد لم نفلح في غرس كلمة "عيب" ولا شقيقتها الكبرى "حرام" في التفاهم مع سلوكياته أو مع التطوير والتزوير المستمر في العصر والمفاهيم والقيم حتى ماتت كلمة عيب وأنتهت من القاموس
تحية من القلب للمرحومة كلمة "عيب" ولكل الأجداد والآباء الذين استطاعوا أن يجدوا كلمة واحدة يبنوا بها أجيالاً تعرف الأدب والتقدير والإحترام في الوقت الذي أخفقت محاولاتنا بكل أبجديات التربية المتطورة ...

Login