الصفدي .... والاشاعة
عبدالحافظ الهروط
وزير الخارجية أيمن الصفدي شغل مواقع عديدة وله باع طويل في المؤسسات الإعلامية، لعلني أنحاز في أهمها، إلى رئاسته
الجوردان تايمز التي اتخذت من مبنى الرأي مكاناً غربياً. لست من المهووسين بالمسؤولين لإبداء الإعجاب، إلا بمن تركوا أثراً في مسؤولياتهم أي حلّوا أو رحلوا، وهذا الإعجاب يكون وطنياً، يُحسب لهم. إعجاب لا يرتبط بالعلاقة الشخصية أو درجة القرابة أو العلاقة المؤسسية، وحتى هذه الأخيرة لم تتح فرصة جلسة أو لقاء لي مع الوزير الصفدي الذي لفت الأنظار، وكان حقاً وزيراً بامتياز . قد يقول قائل،لا بل قالوا"إن السياسة الخارجية الأردنية، مرسومة خطوطها، وما الصفدي إلا (مرسال) يؤدي الأمانة، وهذا ليس صحيحاً، بالكامل، فالوزير، أي وزير، ومن خلال اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات، التي يشارك فيها، محلية أو خارجية، إما أن يكون له حضور ليؤثّر في الآخرين، ويُقنع من يقابل، وإما أن يكون مجرد "شاهد عيان". ففي كل الظروف التي مرّت بها المنطقة، وكانت في غاية الصعوبة، على العالم العربي، وفي ما يخص الأردن، كان الصفدي يتحدث بسياسة لم تكن يوماً على حساب الأردن، والمقصود هنا، حديث لم يجلب النقد للمملكة أو يسبب إشكالاً. ولا أُبالغ إن قلت بأن الصفدي استوى على سوق وزراء الخارجية العرب، وظهر بحجم نظرائه في الدول الكبرى. في الأيام الأخيرة، طلّت إشاعة برأسها، بأن الصفدي سيكون من ضمن المغادرين للدوار الرابع عند أول تعديل للحكومة، وترجع هذه الإشاعة إلى ما تحدث به وزير الخارجية حول ما يجري في غزة، ونقله صوت الرفض الرسمي، والغضب الشعبي، لما يقوم به نتانياهو وزمرته من إجرام في القطاع وفي الضفة الغربية، وبالتالي، فإن حديثه يُغضب "البيت الأبيض" ومن يدعم اسرائيل. كل اردني، ينتمي لهذا الوطن، ويدافع عن القضية الفلسطينية، وقضايا الأمة، حق لنا أن نفخر به، وما حدث ويحدث في المنطقة، فإن على صاحب القرار ، في أي موقع، وضْع الرجل المناسب في المكان المناسب، وهذا الوقت المناسب، أيضاً، ليواصل الصفدي مهمته
يكفي أيمن الصفدي، أنه يتحدث بثقة، دون تأتأة، ودون رفع المنصوب، و جر المرفوع.. نسأل الله أن يرفع الظلم عن هذه الامة