حقوق النساء والاقليات والاماكن المقدسة

تصريحات المسؤولين الاميركيين فيما يخص الداخل السوري كلها انسانية وتركز على امور ثلاثة هي حقوق النساء والاقليات والاماكن المقدسة .

هذه هي القيم والمبادىء الاميركية وهذه هي أميركا الديموقراطية راعية حقوق الانسان في العالم وهذه هي اميركا التي تعتقد ان العالم بدأ بها والتي لم تقرأ تاريخ الشعوب والامم بعد. الكذب رذيلة تهوي بقدر وشرف صاحبها وها هو المسؤول الاميركي يفتري ويعود ليعلم العالم كيف تكون الاخلاق وكيف يكون الشرف.

يتباكون على حقوق النساء في سوريا وعند قوم كرام يحترمون النساء ويقدسونهن واحسب انهم يسقطون سلوكهم وسلوك الغرب وجنوده تجاه النساء في الحروب وملايين النساء المغتصبات والبعض منهن لا زال على قيد الحياة اما حرب البوسنة فلا زالت تقبح وجه أميركا والغرب بسكوتهم على اكبر الجرائم الاخلاقية في تاريخ العالم.

 لا يبكون على 45 الف امرأة وطفل غزي قتلوا بالاسلحة الاميركية ولا يخجلون من قولهم لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها .

يتباكون على الاماكن المقدسة وضرورة احترامها وباسلحتهم تم تدمير ثالث اقدم كنيسة في العالم كنيسة القديس برفيريوس في قطاع غزة وهي كنيسة ارثوذكسية يونانية .

لم نسمع كلمة استنكار منكم وحتى البابا راعي الكنيسة حول العالم لم نسمع منه اي ردة فعل تجاه الاعتداء على هذه الكنيسة التاريخية وقتل قيمتها الدينية والثقافية والتاريخية .

يتباكون على الاماكن المقدسة في سوريا ولم نسمع منهم كلمة احتجاج واحدة على الجريمة الصهيونية في غزة وتدمير اكثر آلاف المساجد في القطاع ولا نريد ان نتحدث عن السكوت العربي الاسلامي تجاه مقدساتهم.

يتباكون على الاقليات لجهلهم بالمنطقة وثقافتها ولجهلهم بسوريا وبلاد الشام فهم لا يعرفون فارس الخوري ذلك الرجل المسيحي الحر الذي انتخبه المسلمون السوريون السنّة ليكون رئيساً لهم فكان فارس الخوري رئيساً للجمهورية العربية السورية وقد صعد يوما منبر المسجد الاموي مخاطباً الناس "ان الفرنسيين يقولون ان المسيحيين يطلبون حماية منهم وانا من هنا اعلن انني اطلب الحماية من شعبي" .

هؤلاء هم السوريون وهؤلاء هم المسلمون الحقيقيون اما انتم فلن نتحدث عنكم بشىء ونترك الحديث للزعيم الفيتنامي هو تشي منّه الذي قال انه "لا يوجد بيت مدمر او حجر مبعثر او يد مبتورة او ام ثكلى او امة مشوهة الا وستجد للولايات المتحدة اثراً فيه" وها هي غزة تباد بالاسلحة الاميركية وباسناد أميركي من الفيتو وحتى مهاجمة المؤسسات الدولية بما في ذلك محكمة العدل الدولية.

اما الكاتب الروسي مكسيم غوركي فيقول "ان هؤلاء الاميركان لديهم كل شيء يتمناه الانسان الا شيئاً واحداً وهو الاحساس بالانسانية" وها هي الولايات المتحدة تنكر ما تشاهده من جرائم في قطاع غزة بما في ذلك جمع الاهالي لاشلاء اطفالهم .

ونختم بقول الاديب الايرلندي اوسكار وايلد "انه وعند وصوله الى مطار نيويورك سأله موظف الجمارك هل تحمل ممنوعات فاجابه نعم احمل معي انسانيتي" .

ان سقوط الامبراطوريات والدول والطواغيت عسكريا واقتصاديا يبدأ بسقوطهم اخلاقيا وان غدا لناظره قريب. واحسب ان الارض حينئذ ستكون تلك الارض بعد الطوفان وبعد ان استوت على الجودي وقيل بُعداً للقوم الظالمين.