الجمعة, 05 أيار 2023 02:32

واقعية المشهد .....أمين عمان وجبل القلعة في العاصمة عمان

واقعية المشهد .....أمين عمان وجبل القلعة في العاصمة عمان

العقبة اليوم

د - فائق فراج

عنوان مقالتي هذه وعملية الربط بين امين عمان وجبل القلعة جاء من مدخل (منظومة المسؤولية) التي تقع عليه .
الكل يعرف جبل القلعة في العاصمة عمان ولكن ليس الجميع يعرف أهميته السياحية والتاريخية ولماذا سمي جبل القلعة ؟
لماذا الاهتمام به من رواد السياحة في العالم وبالمقابل نجد عدم الاهتمام به على المستوى المحلي .
يعتبر جبل القلعة أعلى قمة في عمان ويبلغ ارتفاعه 850 متر فوق مستوى البحر ، وإذا لم يتم معالجة ما يحيطه من مشاكل بيئية فانني أعتقد أنه سيكون تحت التراب وبمستوى شارع الهاشمي .
يتضمن هذا الموقع آثار عاصمة العمونيين القديمة التي تعود إلى العصر البرونزي حيث كان الناس في ذلك الوقت يستمتعون بالصعود إلى قمة الجبل ومشاهذة بقايا معبد هرقل الذي بناه الامبراطور الروماني (أوبيليوس).
لقد كان هذا الجبل مقراً للحكم من قبل العمونيين وإذا استمر الوضع على هذه الحال سيكون مزبلة للتاريخ من العهد البرونزي حتى أيامنا هذه.
لا أريد ان أسرد تاريخاً لأن التاريخ يحمل بذور فنائه في طياته ولكن أريد التوضيح للمشاكل التي يواجهها هذا الجبل صاحب الحضارات المتنوعة وأمين عمان لا يعطيه الاهتمام من سنوات طويلة مع زملائه الذين قادوا مسيرة الأمانة ولا أعرف ما هي الاسباب في ذلك ؟
وبالمقابل نجد الاهتمام والعناية البيئية الجادة لشارع الرينبو عند الدوار الأول في جبل عمان والذي كان من سنوات مجرد شارع لمرور السيارات وتم العمل عليه من حيث التنسيق التام وديكورات وأرصفة جذابة وواجهات لإحياء هذه المنطقة من أجل الحصول على مردودات مالية مع أنه لا يحمل صفة من صفات جبل القلعة التاريخية .
جاء بعد العمونيين اليونان والرومان البيزنطيين على التوالي حتى هل عليه الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي وبني على قمته القصر الأموي .
ومن يزور هذا الجبل يرى بقايا جدران الأسوار والمحفورات في الصخر الجيري مع وجود تماثيل لملوك العمونيين ترجع إلى القرن الثامن ق.م وبعض الأعمدة وآثار متنوعة بالإضافة إلى متحف آثار الأردن على قمة الجبل يحاكي تاريخ الأردن بشكل عام ويحاكي امين عمان بشكل خاص .
ألا تحتاج هذه المواصفات التي ذكرتها في العاصمة عمان إلى عناية خاصة ؟ ألا يحتاج الوصول إلى هذا الجبل إلى آرمات تبين جوانبه الأربعة؟
ماذا نقول للسائح الأجنبي الذي لا يعرف كيف يصل إلى هذه الآثار وحتى المواطن يعجز في الوصول إليه مع أنه لا يبحث عن آثار وحضارة وهمه الوصول للجبل للاستراحة أو الجلوس مع عائلته .
وعلى سبيل المثال قابلت بعض السياح بالصدفة في أول طلوع جبل الحسين لا يعرفون كيف يصعدون الجبل ولم أكن أعرف أنا أيضاً وقام أحد الصبية الذين يلعبون الكرة بالشارع بايصال السياح إلى الجبل عن طريق درج بجانب الشارع .
الجدر أن تكون هنالك آرمات من وسط عمان وحتى الجبل من الاتجاهات الأربعة .
وأما بالنسبة إلى العامل البيئي في الجبل والمحاط من جهة طلوع جبل الحسين بالأعشاب المتراكمة والتي لو مر أحد المدخنين ورمى بسيجارته فإنه سيتم حرق كل المنطقة ، بالإضافة إلى أكوام الزبالة التي تتجمع بين ثنايا الجبل وخلفه والتي من الممكن أن تتحول إلى مكرهة صحية لا تليق بالوطن .
من هنا يتوجب على امين عمان صاحب المسؤولية الأولى أن يتفرغ ولو يوم واحد لزيارة هذا الموقع من الداخل وما يحيط به عسى أن يقتنع بما نكتبه نحن في هذه المقالة وهنالك اماكن لا تحتاج إلى معالجة في أماكن بالعاصمة ولكنها تأخذ حق الأسد في العناية المركزة .
ونسيت ان أقول إن الجبل يطل على القصور الملكية من الجهة الجانبية وهنا يتوجبالإهتمام اكثر وبدقة وعدم ترك الأمور تسير بطريقة روتينية .
كذلك من هو المسؤول عن الإضاءة الكهربائية ؟ ألا يستحق هذا الجبل إضاءة تليق بحضاراته القدية حتى يبقى مشعاً لاستقبال السياح الذين يدعمون الوضع الإقتصادي في الأردن وينقلون أفكارهم لبلادهم مما يعزز مكانة الأردن في المحافل الدولية .
ألا يستحق هذا الجبل تنظيماً وترتيبات وشوارع معمولة بطريقة فنية كما هو في شارع الرينبو الذي ليس له علاقة بالحضارات القديمة ، وعلى الاقل الشكل المنظم والمرتب لما يخدم مصلحة الوطن أجدر بالاهتمام من المسؤول صاحب الشأن ، ولا يكفي ما يأتيه من تقارير شخصية من موظفيه والأفضل الزيارة الميدانية أي النزول إلى أرض الواقع كما حرص في ذلك سيد البلاد في معظم لقاءاته بالمسؤولين أصحاب القرار وأكد عليهم بالنزول إلى الميدان لمعرفة الواقع بالفعل المخطط كما سيكون ونحن نملك هذه القدرات العلمية والفنية وننافس بها دولاً أخرى .
واستكمالاً لوصف هذا الجبل الذي كان يتمتع بمزايا عسكرية استراتيجية وكان محاط بسور عالٍ وضخم وأبراج مراقبة ترتفع إلى عشرات الأمتار وبعض الآثار تأتي على شكل زاوية مثلثة وهياكل من الطراز الكورنثي .
لقد جاء المتحف أمين عمان وحتى وزارة السياحة أن تعمل على إعادة النظر والاهتمام المستمر بجبل القلعة ليكون جميعنا شاهدين على هذه الإضافات والتحسين لمكانة هذا الجبل .
المطلوب ترجمته للمواطن والانتماء من الجميع .
 
د. فائق فراج

Login